السبت، فبراير ٠٦، ٢٠١٠

تنبيهات حديثية هامة لأبناء الدعوة‎‎

لقد بارك الله في كلمات رواد هذه الدعوة من المتقدمين والمعاصرين: كابن تيمية، ومحمد بن عبد الوهاب، وابن باز، وكان للشيخ الألباني -رحمه الله- بصمة لا تخفى على أبناء هذه الدعوة...

و لقد بلغ التأثر بالشيخ الألباني -خصوصا- حداً جعل البعض لا يستدل إلا بتصحيحه وتضعيفه -رحمه الله-، وضعف قدر الحافظ ابن حجر فضلاً عن الترمذي و أبي داود بالمقارنة بالألباني -عند فريق آخر! وربما طلب تحقيقاً للألباني لكتب ابن تيمية وابن كثير وأمثالهما! و صارت الحواشي أسفل كل صفحة عنوانا للكتاب المحقق، ووسيلة أسرع لترويجه.

انتشرت مسائل اجتهادية ضعيفة للشيخ الألباني -رحمه الله- على غرار تحريمه لارتداء المرأة للذهب المحلق، ومنعه الاعتكاف إلا في المساجد الثلاثة، وقد سارت هذه المسائل سير النار في الهشيم حتى كانت مسألة تحريم الذهب المحلق على كل لسان أينما طرحت مسألة ارتداء المرأة للذهب.

وكان من الظواهر اللافتة للنظر: تَدَنِّي الاهتمام بالقرآن وعلومه في مقابل الشغف بالحديث وحفظه ورجاله، فكنت تجد من يجيد الاستدلال بالحديث، ويتكلم في علم الرجال، وهو لا يحفظ كتاب الله -تعالى-، ولا يحسن الاستدلال بالآيات على المسألة التي يتحدث فيها!

وهذا وغيره قد يكون قد انتهى واختفى، أو ما زالت آثاره مستمرة في بعض الأمكنة والأشخاص؛ ولذلك نحتاج لعدة وقفات تصحيحاً للمسار وإبراءً للذمة، ونصيحة للمسلمين، فالدين النصيحة: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، كما ورد في حديث تميم الداري -رضي الله عنه-.


وإليكم هذه الوقفات:


أولاً: ما منا إلا وَ رَدَّ و رُدَّ عليه، كما قال الإمام مالك -رحمه الله-، فليس منا معصوم، و كل إنسان يؤخذ من قوله و يُترك إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، و شيخ الإسلام حبيب إلى أنفسنا، والحق أحب إلينا منه.

و لكل جواد كبوة، و لكل عالم زلة، و ما كل خلاف جاء معتبراً، و الحق مقبول مِن كل مَن جاء به، و الباطل مردود على صاحبه كائناً من كان، و الحق ما وافق الكتاب و السنة، و الباطل ما خالف ذلك.

و المجتهد و الحاكم إذا اجتهد فأصاب فله أجران، و إذا اجتهد و أخطأ فله أجر. و هذا وغيره يصدق على الألباني و ابن باز و ابن تيمية و محمد بن عبد الوهاب.


ثانياً: المغالاة في الصالحين و المعاصرين ملموسة و محسوسة، و ما من شيء نعتبه على الخلق إلا و فينا لوثته -لو تأملت وتدبرت-، و كأننا نكيل بمكيالين، فإذا كانت الصوفية تصرف العبادة للمقبورين بزعم محبة الأولياء و الصالحين، و نعتب على أصحاب الجمود المذهبي، و نعيب على من يقدم الرأي و العقل على النص، فمنا من ينظر إلى إمام مسجده على أنه العالم الأوحد، و ينافح و يدافع إلى حد تقديس الأشخاص على حساب الحق!

و مِنا مَن يقدم الشيخ الألباني -رحمه الله- على أمثال الحافظ ابن حجر، فماذا يكون الشأن لو بُعث الحافظ ابن حجر و الشيخ الألباني في زمن واحد، و عصر واحد؟ و هل كنا سنؤخر الحافظ ابن حجر؟! و لا خلاف أبداً على إثبات صفة العلم بالحديث لكليهما، و وجوب الاحترام و التوقير لهما و الاعتراف بقدرهما و فضلهما.


ثالثاً: سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عن الشيخ الألباني -رحمه الله- فقال: "هو محدثٌ أجودُ منه فقيه"، و هذا لا يضير الشيخ الألباني، و ليس الكلام طعنا، و لا انتقاصاً من قدره، فالبعض قد يوصف بأنه مؤرخ أو مفسر أو أصولي أو فقيه أو محدث.

و ربما انصرفت همة البعض إلى جمع الحديث، و فريق إلى تصحيحه، و قلة إلى الجمع و التصحيح فجزاهم الله خيراً على ما قدموا للإسلام و أهله.

و اليوم نسمع عن رسالة الدكتوراه في مثل رأس المسمار، و متخصصين في دقائق المسائل، و الكمال و الإحاطة لله وحده. و هذا لا يمنعنا من التواصي بشمولية النظرة و متابعة العلم النافع بالعمل الصالح، و تقديم الأهم على المهم في العلم و العمل و الدعوة إلى الله.

و انشغالنا بالحديث لا يتعارض مع اهتمامنا بمصطلح الحديث، و دراستنا لمصطلح الحديث لا تدعو للاستهانة بأصول الفقه، و استنباط الأحكام الشرعية تتطلب اجتهاداً و معرفة بالكتاب و السنة و ما أجمعوا عليه و ما اختلفوا فيه، بل لا يحل للإنسان أن يتكلم في دين الله حتى يعلم ذلك، فلربما صادم ما اتفق عليه أهل العلم، و لابد من معرفة بالقياس و شروطه، فقد كان عمر -رضي الله عنه- يقول لأبي موسى الأشعري: "ألحِقِ الأشباه بالأشباه، و الأنظار بالأنظار". هذا بالإضافة إلى المعرفة باللغة العربية، و إدراك السنن الشرعية و الكونية بما يحقق المصلحة، و يدرأ الشر و المفسدة.


رابعاً: "لحوم العلماء مسمومة و عادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، و إذا لم يكن العلماء أولياءً لله فليس لله وليّ"، كما قال الشافعي -رحمه الله-. وفي الحديث: (مَنْ عَادَى لي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ) [رواه البخاري]، و لكل جوادٍ كبوة، و لكل عالـِمٍ زلة، و نحن ندين لله -تعالى- بمحبة علماء الأمة و صالحيها، فالعلماء هم ورثة الأنبياء، و "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عن دين الله تحريف الغالين، و انتحال المبطلين، و تأويل الجاهلين"، ولولا العلماء لصار الناس مثل البهائم.

و لا نقبل التعصب ولا التحزب على حساب الحق، فالشيوخ و الدعوات توزن بميزان الكتاب و السنة، و الهفوات التي تبدر من العلماء عساها مغمورة بجوار سيل حسناتهم و دلالتهم للخلق على طريق الله، و إذا كنا نرفض قول الصوفية: لكل شيخ طريقة، و نقول: كل الطرق مسدودة إلا من طريقه -صلوات الله وسلامه عليه-، فكذلك الأمر نرفض أن يقال: سلفية الإسكندرية، و سلفية الشيخ الألباني، و سلفية اليمن، و بعدد الأفراد و الشيوخ تصبح سلفيات!!!

فما الحق إلا واحد (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ) (يونس:32)، و السلف هم الصحابة و من تابعهم بإحسان من سائر قرون الخيرية، و أئمة الدين العدول، و السلفيون هم من تابعوهم على هذا الفهم إلى يومنا هذا من أهل السنة و الجماعة، (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) (آل عمران:106)، قال العلماء: تبيض وجوه أهل السنة و الجماعة و تسود وجوه أهل البدعة و الافتراق.

فالطائفة الظاهرة الناجية المنصورة هم أهل الحديث و أصحاب الأثر، و تشمل الفقهاء و المجاهدين و العباد و الزاهدين، و هذا الطريق سار فيه الأئمة الأربعة، و سفيان الثوري، و سفيان بن عيينة، و ابن المبارك، و ابن تيمية، و ابن القيم، و ابن كثير، و ابن باز، و ابن عثيمين، و الألباني -رحمة الله عليهم أجمعين-.

عقيدتهم واحدة، و إن اختلفوا في بعض المسائل، فهو خلاف لا يفسد للود قضية، و قد كان أبو بكر و عمر يتناظران في المسألة لا يقصدان إلا الخير، و مع بقاء الألفة و الأخوة الإيمانية، و هكذا يجب أن نكون.

وكان الإمام الشافعي -رحمه الله- يقول: "معي صواب يحتمل الخطأ، و مع خصمي خطأ يحتمل الصواب". و قال: "ما ناظرت أحداً، إلا و أحببت أن يجري الحق على لسانه". و لقي بعض إخوانه ممن يخالفونه فأخذ بيده و قال: "أما يليق و إن اختلفنا أن نبقى إخواناً؟". و اعترضه رجل بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- و قال: "أتأخذ به؟" فقال الشافعي: "و كيف لا آخذ به؟! أرأيتني خارجاً من كنيسة؟ أرأيتني مرتدياً زناراً؟!".


خامساً: من حسنات الشيخ الألباني -رحمه الله- اهتمام أبناء الدعوة بمعرفة الصحيح من الضعيف، و السعي لاقتناء الكتب المحققة، و من المعلوم أن الحافظ ابن حجر من أكابر المحققين، و هو أمير المؤمنين في الحديث، و الحديث الذي لا يعرفه شيخ الإسلام ابن تيمية ليس بحديث.

و قد يحدث أن تسمع البعض يسأل مثلاً: هل كتاب ابن حجر الفلاني أو كتاب ابن تيمية هذا محقق؟!

و كأنه لابد من سطر و حاشية أسفل الصفحة حتى يطمئن لتحقيق الكتاب، و لا ندري من سيستدرك على من في مثل هذا الفن الدقيق؟! و هل يصلح من التزم منذ سنة أو سنتين أن يقوم بمثل هذه المهمة الاجتهادية؟ و كيف يوثق في رأيه؟ و من الذي يقدمه على اجتهاد ابن حجر و ابن تيمية في التصحيح و التضعيف؟

كان يكفي أن يقول ابن تيمية: "رواه أبو داود، و هو حديث صحيح" حتى يكفي في الاحتجاج به، أو يقول -محتجاً بالحديث-: "رواه الترمذي"، ولكن -للأسف- صارت الديباجة أسفل الصفحة عنواناً للتوثيق و التحقيق.

و قِس على ذلك ما يفعله البعض مع تفسير الحافظ ابن كثير، و الجهالة بقدر الشيخ ابن باز -رحمه الله- و الذي لا يقل في الرتبة عن درجة الشيخ الألباني في معرفة الحديث.

و العجب يطول و أنت تسمع نبرات الاستهانة بالترمذي، و أبي داود، و ابن رجب، و ابن الجوزي، و النووي، و كلهم حُفـَّاظ!

إن الانبهار بالألباني لا يدعو لانتقاص الآخرين و كأنهم كانوا عيالاً يلعبون!! فالمقامات محفوظة، و إن جهلها البشر، و الشيطان فقيه في الشر، و البعض ضيق الصدر و الأفق، لا يتسع قلبه لتوقير و احترام الجميع، و إنزال الناس منازلهم.

ليتسع صدرك إن سمعت خطيباً يحتج بحديث صححه ابن تيمية، أو ابن حجر حتى وإن ضعفه الألباني، و ليتسع أفقك ثانية لاختلاف الأحكام المترتبة على ذلك، و أنت لست بمتخصص، فلو تابعت الأوثق و الأعلم عندك فلا حرج عليك؛ لأن الحديث مختلف في تصحيحه، و لا تحجر واسعاً.

فالحدة و العنف في إلزام المخالِف تصحيح و تضعيف الشيخ الألباني لن يحسم المسألة و الخلاف، و خذ على سبيل المثال لا الحصر: مسألة مسح الوجه باليد بعد الدعاء، فالحافظ ابن حجر، و ابن عثيمين من المتأخرين يعتبران الحديث من الحسن لغيره، و الشيخ الألباني يضعفه، و لذلك يبدع هذا الفعل، بينما يراه الفريق الأول سنة.

و هناك أحاديث ضعيفة السند صحيحة المعنى، كحديث علي -رضي الله عنه- عن القرآن الكريم: (هو حبل الله المتين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، من عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيم...) فقد يذكره المتكلم لصحة المعنى دون نسبته لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا حرج في ذلك، فانتبه.

وكذلك حديث: (أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك مفارقه...) فمعناه صحيح، و إن كان الحديث مختلف في تصحيحه.

قد يكون الناقل قرأ تصحيحه و احتجاج من يثق بعلمه به، و أنت ترى خلافه؛ و قد يذكر الترمذي الحديث و يصفه بالضعف، و يعقب عليه بقوله: (و عليه العمل عند أهل العلم).

فليتسع صدرك، و إياك أن تطيح في المخالفين تبديعاً و تفسيقاً و تجريحاً.

فهذه مغالطة علمية من شأنها أن تقطع ما أمر الله به أن يوصل، و لو جاز ذلك لك لجاز أن يفعله المخالف معك تبديعاً و تفسيقاً، فلا داعي لأن نكيل بمكيالين، فالمسألة كلها من مخرج واحد، و عليك أن تؤدي للناس ما تحب أن يؤدوه لك، لا بد من المحافظة على معاني الأخوة الإيمانية، و الوحدة الإسلامية، و لا يتحقق ذلك إلا بمعرفة ما نتفق عليه، و ما يسوغ الخلاف فيه.


سادساً:

المُسْنِد:            هو من يروي الحديث بإسناده، سواء كان عنده علم به، أو ليس له إلا مجرد روايته.

وأما المُحَدِّث:     فهو أرفع منه، بحيث عرف الأسانيد والعلل وأسماء الرجال، وأكثرَ مِنْ حفظ المتون وسماع الكتب الستة والمسانيد والمعاجم والأجزاء الحديثية.

وأما الحافظ:      فهو مرادف للمحدث عند السلف، واعتبر البعض رتبة الحافظ أعلى من رتبة المحدث.

وأعلى من ذلك أمير المؤمنين في الحديث، وهي رتبة أمثال البخاري، وابن حجر.

قال الإمام أبو شامة: علوم الحديث الآن ثلاثة، أشرفها: حفظ متونه، ومعرفة غريبها وفقهها، والثاني: حفظ أسانيدها، ومعرفة رجالها، وتمييز صحيحها من سقيمها، والثالث: جمعه وكتابته، وسماعه، وتطريقه، وطلب العلو فيه.

قال الحافظ ابن حجر: من جمع هذه الثلاث كان فقيهاً محدثاً كاملاً، ومن انفرد باثنين منها كان دونه.

تحتاج الدعوة لأمثال الشيخ الألباني، و        لمن يسلك مسلكه في طلب الحديث، و ينتخب لذلك مجموعة من النبهاء ممن حصلوا ما لا يسع المسلم جهله كالتوحيد و ما ينافيه من الشرك، و الفرائض ما تصح به و ما تبطل به، و الحلال و الحرام، و الشبهات و دفعها، و ما تستصلح به القلوب...

و كذلك تحتاج الدعوة لمن يتعاهد النساء و الأطفال بالدعوة، و من يربي الأجيال، و يقيم فروض الكفاية في الصناعة و الزراعة و الهندسة و الطب....

لابد من سد الثغرات و تضافر الجهود لإقامة المجتمع المسلم الذي ننشده، و الذي يتحاكم بشرع الله، و الرجوع في هذا و غيره لمثل ما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- و صحابته الكرام.


سابعاً: وردت النصوص بشرف علم الحديث، و فضل رواة الأحاديث، و حث السلف على الحديث، و إجلال الحديث و تعظيمه و الرهبة من الزيغ عنه، و فضل المحامي عن الحديث و المحيي للسنة، و أجر المتمسك بالسنة إذا اتبعت الأهواء، و أوثرت الدنيا، و أن الوقيعة في أهل الأثر من علامات أهل البدع.

و لا يتسع المقام لإيراد النصوص و ذكر التفاصيل، و يبقى أن يقال: لابد من تعظيم الحرمات و الحيطة لجناب التوحيد و التشريع و الذب عن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، و عن أعراض الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم-.

فهدم السنة بمثابة هدم للقرآن و للدين؛ و لذلك نرفض دعوة القرآنيين، الذين يكتفون بالرجوع للقرآن، ويكذبون بالسنة، فما حرم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل ما حرم الله (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل:44).

و السنة لها شأن مع القرآن، تخصص العام، و تقيد المطلق، و تفصل المجمل، و تأتي بأحكام غير موجودة في كتاب الله، و إذا لم نرجع للسنة فلا يمكن أن نصلي و لا أن نزكي و لا أن نحج و نجاهد.

و كذلك نرفض الاقتصار على البخاري أو على الصحيحين مع كتاب الله، فقد تعبدنا -سبحانه وتعالى- بكل ما صح و ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سواء عند البخاري و مسلم أو عند غيرهما، و هما لم يستوعبا كل الصحيح، و تركا من الصحيح أكثر لـمـلال الطول، و قد صحت أحاديث على شرطهما و لم يخرجاها في كتابيهما.

و هناك أحاديث صحت على شرط الترمذي و أبي داود و غيرهما، والحديث الحسن على مداره معظم الأحكام، و الحديث الضعيف قد يأتي من طرق تقويه، و تكون له شواهد و متابعات يرتقي بها إلى مرتبة الاحتجاج.

و عمل البعض بالضعيف في فضائل الأعمال، و خصوصاً إذا لم يكن شديد الضعف، و أن يندرج تحت أصل معمول به، و أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته، بل يعتقد الاحتياط.

و قال الزركشي: الضعيف مردود ما لم يقتضِ ترغيباً أو ترهيباً، أو تتعدد طرقه، و لم يكن المتابع منحطاً عنه.

و قد تبسط البعض في نقل السير و الغزوات، طالما لا تنطوي على أحكام شرعية.

فلا غنى للأمة عن الهداة المهتدين، و عن العلماء العاملين الربانيين كالشيخ ابن باز، و الألباني، و كل من سار على درب سلفنا الصالح علماً و عملاً و اعتقاداً.


و فق الله الجميع لما يحب ويرضى.

وَ آخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

__________________

المرجع: "تنبيهات حديثية هامة لأبناء الدعوة" مقال على موقع الفتح - للشيخ الدكتور سعيد عبد العظيم. (باختصار و تصرف يسير).