الخميس، يوليو ٠٣، ٢٠٠٨

عن اختلاف الجماعات...

لا يزعجني أن يكون في الصحوة مدارس أو فصائل أو جماعات لكل منها منهجه في خدمة الإسلام، و العمل على التمكين له في الأرض، وفقا لتحديد الأهداف و ترتيبها، و تحديد الوسائل و مراحلها، و الثقة بالقائمين على تنفيذها من حيث القوة و الأمانة، أو الكفاية و الإخلاص.

و من السذاجة بحيث أدعو إلى جماعة أو حركة واحدة، تضم جميع العاملين للإسلام في نظام واحد، و تحت قيادة واحدة، فهذا تقف دونه حوائل شتى، و هو طمع في غير مطمع.

و قد ذكرت في أكثر من بحث لي أنه لا مانع أن تتعدد الفصائل و الجماعات العاملة لنصرة الإسلام، إذا كان تعدد تنوع و تخصص، لا تعدد تعارض و تناقض..على أن يتم بين الجميع قدر من التعاون و التنسيق، حتى يكمل بعضهم بعضا.. و يشد بعضهم أزر بعض، و أن يقفوا في القضايا المصيرية، و الهموم المشتركة، صفا واحدا كأنهم بنيان مرصوص.

....

والحق أن الاختلاف في ذاته ليس خطرا، و خصوصا في مسائل الفروع، و بعض الأصول غير الأساسية، إنما الخطر في التفرق و التعادي الذي حذر الله و رسوله منه.

لهذا كانت الصحوة الإسلامية و الحركة الإسلامية بمختلف اتجاهاتها و مدارسها في حاجة إلى وعي عميق بما نسميه (فقه الاختلاف).

و هو أحد أنواع خمسة من الفقه ينبغي التركيز عليها، لأننا أحوج ما نكون إليها، و هي:

1. فقه المقاصد:

الذي لا يقف عند جزئيات الشريعة و مفرداتها وحدها، بل ينفذ منها إلى كلياتها و أهدافها في كل جوانب الحياة و استكمال الشوط الذي قام به الإمام الشاطبي في (موافقاته) و إبراز العناية بالمقاصد الاجتماعية خاصة.

2. فقه الأولويات و مراتب الأعمال:

و كنت نبهت عليه في كتابي "الصحوة الإسلامية بين الجحود و التطرف" و لا زال يحتاج إلى مزيد من التعميق و التأصيل و التفصيل و التطبيق على الواقع.

3. فقه السنن:

أعني القوانين الكونية و الاجتماعية التي أقام الله عليها عالمنا هذا، و قضى بأنها لا تتبدل و لا تتحول مثل سنن: التغيير و النصر و التدرج.. و غيرها.

4. فقه الموازنة بين المصالح و المفاسد:

و هو مبني على فقه الواقع و دراسته دراسة علمية مبنية على ما يسره لنا عصرنا من معلومات و إمكانات، لم يكن يحلم بها بشر، سواء واقعنا و واقع الآخرين، بعيدا عن التهوين و التهويل.

5. فقه الاختلاف:

الذي عرفه خير قرون الأمة من الصحابة و التابعين و أئمة الهدى، فلم يضرهم الاختلاف العلمي شيئا، و جهلناه فأصبحنا يعادي بعضنا بعضا، بسبب مسائل يسيرة، أو بغير سبب!!

__________________

المرجع: الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم - للشيخ الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي. (باختصار و تصرف يسير)

______________________________________________________

السؤال:

كما تعرفون فإن الساحة تعج بعدد من الجماعات والحركات الاسلامية, ولكن أيها على صواب وأيها على خطأ؟ فكل واحدة منهم تدعي أنها الصواب وأن عند غيرهم بعض من الأخطاء.
فأرجو منكم أن توضحوا لي الصورة لأكون على دراية بأمر هام من ديني و بأي طريق أسير؟
و من ناحية أخرى لم كل هذه التفرعات؟ و هل هذه الجماعات هي التي ذكرها الرسول عليه الصلاة والسلام؟

المفتي:

حامد بن عبد الله العلي

الجواب:

هــــــنـــــــا