السبت، سبتمبر ٢٦، ٢٠٠٩

القاعدة الذهبية: بيانٌ بات ضروريًا!

(و كنّا في حياتنا نبتغي عندَ الوفاقِ و الخلافِ (و إلى هذا دعوت جميع العاملين في شأن "الدعوة إلى الوحدة الإسلامية") التمسك و الرجوعَ إلى الجملةِ -القاعدة- الذهبية التي وُجِدَ أصلُها عندَ شيخِ الإسلامِ ابن تيميةَ (ت 728هـ) في كتابِ "رفعِ الملام"، و في كلامِ تلميذهِ العلامة ابن قيِّم الجوزية (ت 751هـ) في كتاب "إعلامِ الموقعين"، و تبعه فيها السيد محمد رشيد رضا، و شيخنا محمد بهجت البيطار، و نسبت إلى أستاذنا الإمام حسن البنا (ت 1368هـ)، و وجدتُ العددَ الكبيرَ من مشايخي قد أخذ بها، و هي:

"نتعاونُ فيما اتفقنا عليه، و يَعذُرُ (و ينصَحُ) بعضُنا بعضاً فيما اختلفْنا فيه"...) اهـ.

_________________

المرجع: "السلفية: حركة قائمة في وجه الإلحاد، و الشرك، و الضلال، و الطغيان" ورقة لحفل معهد الدراسات الإسلامية للمعارف الحكمية (بيروت 13 ذو القعدة 1424 / 5 يناير 2004) - للشيخ زهير الشاويش. (بتصرف يسير).

___________________________________________________

(نقل في المقال المذكور عن الشيخ حسن البنا رحمه الله ما نصه (نجتمع فيما اتفقنا عليه و يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه).

و الجواب أن يقال:

نعم يجب أن نتعاون فيما اتفقنا عليه من نصر الحق و الدعوة إليه و التحذير مما نهى الله عنه و رسوله...

أما عُذر بعضنا لبعض فيما اختلفنا فيه فليس على إطلاقه بل هو محل تفصيل:

فما كان من مسائل الاجتهاد التي يخفى دليلها فالواجب عدم الإنكار فيها من بعضنا على بعض...

أما ما خالف النص من الكتاب و السنة فالواجب الإنكار على من خالف النص بالحكمة و الموعظة الحسنة و الجدال بالتي هي أحسن عملاً بقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، و قوله سبحانه: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)، و قوله عز وجل: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) و قوله صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)، و قوله صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) أخرجهما مسلم في صحيحه. و الآيات و الأحاديث في هذا كثيرة) اهـ.

_________________

المرجع: "مجموع فتاوى و مقالات متنوعة" (3/58)" فتوى للشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.

___________________________________________________

السؤال:

ما رأيكم فيمن يقول: نجتمع فيما اتفقنا فيه و يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه؟

الجواب:

(أما نجتمع فيما اتفقنا فيه فهذا حق.

و أما يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه فهذا فيه تفصيل:

فما كان الاجتهاد فيه سائغاً فإنه يعذر بعضنا بعضاً فيه، و لكن لا يجوز أن تختلف القلوب من أجل هذا الخلاف.

و أما إن كان الاجتهاد غير سائغ فإننا لا نعذر من خالف فيه و يجب عليه أن يخضع للحق فأول العبارة صحيح و أما آخرها فيحتاج إلى تفصيل) اهـ.

_________________

المرجع: "الصحوة الإسلامية: ضوابط و توجيهات" - الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين.

___________________________________________________

(هم أول من يخالف هذه الفقرة!! و نحن لا نشك بأن شطراً من هذه الكلمة صواب، و هو "نتعاون على ما اتفقنا عليه".

الجملة الأولى هي طبعاً مقتبسة من قوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى).

أما الجملة الأخرى: "يعذر بعضنا بعضاً"؛ لا بد من تقييدها.. متى؟

حينما نتناصح، و نقول لمن أخطأ: أخطأت، و الدليل كذا و كذا، فإذا رأيناه ما اقتنع، و رأيناه مخلصاً، فندعه و شأنه، فنتعاون معه فيما اتفقنا عليه.

أما إذا رأيناه عاند و استكبر و ولى مدبراً، فحينئذٍ؛ لا تصح هذه العبارة و لا يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه) اهـ.

_________________

المرجع: "لقاء الألباني مع "مجلة الفرقان" الكويتية (العدد77) (ص22)" - الشيخ محمد ناصر الدين الألباني.